منتديـــــــــــــــــــات شبـــــــــاب الجـــــــــــــــــزائر



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديـــــــــــــــــــات شبـــــــــاب الجـــــــــــــــــزائر

منتديـــــــــــــــــــات شبـــــــــاب الجـــــــــــــــــزائر

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديـــــــــــــــــــات شبـــــــــاب الجـــــــــــــــــزائر

ملتقى الشباب الجزائري


    ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس

    Rebelle_JSK
    Rebelle_JSK
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    تاريخ الميلاد : 18/01/1981
    تاريخ التسجيل : 19/06/2009
    عدد المساهمات : 1959
    نقاط : 3214
    السٌّمعَة : 16
    العمر : 43
    الابراج : الجدي
    البــــــلد : ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس Male_a11

    ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس Empty ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس

    مُساهمة من طرف Rebelle_JSK الأربعاء أكتوبر 21, 2009 6:41 pm

    الحدث


    13 فردا يتكدسون في غرفة واحدة
    ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس



    ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس Ph-2-d-chems-b''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس Img-ombre-haut-droit
    ''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس Img-ombre-bas-gauche''الخبر'' تزور بيوت البؤس في ديار الشمس Img-ombre-bas-droit
    ديار الشمس... جمال تسمية الحي يخفي مأساة لن تجدها ربما في البيوت القصديرية البرازيلية الشهيرة ''الفافيلا''. بديار الشمس أيضا،
    شقق لا تدخلها أشعة الشمس ولم تزرها أعين المسؤولين. كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة والنصف عند وصولنا إلى حي ديار الشمس، السكان كانوا حينها منهمكين في ما كتبته الصحف الوطنية عن المواجهات التي شهدها الحي أول أمس. ولم تمر خمس دقائق عن تواجدنا بالمكان حتى التف حولنا عشرات السكان، كل واحد منهم يدعونا لزيارة منزله للوقوف على معاناة عائلته.
    وبعد استماعنا لبعض الشكاوى، قررنا تقفي آثار علي، الذي لعب دور المرشد السياحي وقادنا لزيارة بعض الشقق النموذجية التي تؤكد أن 1500 عائلة بهذا الحي لم يرتق بعد إلى رتبة آدميين. كان علي بين المنزل والآخر يقص لنا بعض المآسي التي يشهدها الحي، من عزاب يتقاسمون غرفة واحدة رفقة شقيقاتهم، وأرباب العائلات الذين ينامون في المطبخ.
    هذه الوضعية دفعت بالعشرات منهم إلى بناء بيوت قصديرية بفناءات الحي وما أكثرها، فاختفت الساحات التي كانت في سنوات غابرة فضاء للعب الأطفال، وأصبحت الآن بيوتا قصديرية بكل ما تحمل كلمة قصدير من معنى.
    ''عمي يحيى'' ينام أمام باب البيت

    البيت الأول الذي زرناه كان لعمي يحيى، رجل تجاوز العقد السابع من العمر، يحتشد في البيت المتكون من غرفة واحدة رفقة زوجته، ابنيه وكنتيه وأحفاده. الشُرف بحي ديار الشمس أصبحت من الكماليات، فكلها تحولت إلى غرف رغم ضيق المكان. شرفة بيت عمي يحيى حُولت إلى غرفة نوم أحد أبنائه المتزوجين، وبالطبع لا وجود لغرفة نوم، مجرد فراش للزوجين وتلفاز صغير، فالمكان لا يسع لتلفزيون ولو من الحجم المتوسط.
    الوضعية تدفع عمي يحيى لأن يحط رحاله كل ليلة للمبيت أمام مدخل البيت، ولما نقول مدخل البيت، وجبت الإشارة إلى أن مدخل البيت هو المطبخ، فكل بيوت حي ديار الشمس لما تدخلها فإنك تجد نفسك في المطبخ ثم غرفة البيت الوحيدة. والمرحاض يقع هو الآخر بداخل المطبخ.
    الوضعية دفعت بالكثير إلى التحوّل إلى مهندسين، فبعض المنازل لو يزرها أكبر المهندسين لاحتار للطريقة التي تم تحويلها بها، وفي هذا الشأن يقول علي ''كان يجب على الكثير من السكان اللجوء إلى الحيل في إعادة تنظيم منازلهم لتتحمل تزايد أعداد أفرادها''.
    المعاشرة الزوجية مرهونة بنوم الأطفال
    ونحن نقصد البيت الموالي، استرسل علي في الحديث عن وضعيته ''أنا أعيش نفس الظروف التي تعاني منها عائلة عمي يحيى، فأنا متزوج وأقيم مع والدي، ولدي طفلان. ونفس الشيء بالنسبة لشقيقي، أنا أقيم كما شاهدتهم في الشرفة، التي تحولت إلى غرفة نوم، أشغلها رفقة زوجتي وطفليّ الاثنين. بطبيعة الحال المكان لا يليق لأن يكون حتى مكانا لإيواء كلب، حياتنا أشبه إلى حد كبير بحياة فئران، فتصوروا لما أريد معاشرة زوجتي يجب أن أتأكد قبل ذلك أن طفليّ غارقان في النوم، وأترقب أي حركة وهما نائمين، فالمعاشرة الزوجية بالنسبة للكثير من سكان الحي خاضعة لبرمجة دقيقة ومرهونة بنوم الأطفال أو تواجدهم بالبيت من عدمه''.
    نسبة العزوبية بحي ديار الشمس بلغت مستويات عالية، فيقول علي ''هناك عشرات من الرجال من تجاوز سنهم الخمسين وعجزوا عن إكمال نصف دينهم بسبب أزمة السكن. المحظوظون استطاعوا أن يشيدوا بيوتا قصديرية بفناءات الحي، أما البقية فيبدو أن مصيرهم هو الموت عزابا''.
    مصطفى يحلم بمرحاض
    في ظل هذا الوضع، تحولت أقبية عمارات الحي إلى غرف فنادق خمس نجوم، فكل الأقبية تحولت إلى بيوت يعجز عن هندستها أكبر المهندسين في العالم. أحد هذه الأقبية لم يسعف حظ صاحبه، (مصطفى أب لستة أطفال) ليشيّد فيها مراحيض لأبنائه، فيضطر أفراد العائلة إلى قضاء حاجاتهم في الدلاء ورمي الفضلات في مكان خال بالقرب من القبو.
    مصطفى، كان مشغولا عند دخولنا بيته، عفوا قبوه، بتهدئة ابنه الصغير ''زوجتي في المستشفى، ابنتي البالغة من العمر 20 سنة تقضي جل حياتها هناك لإصابتها بالربو والسكري جراء الوضعية المزرية التي نتخبط فيها''. وهكذا زرنا العشرات من البيوت، وبكل بيت مأساة يندى لها الجبين، كبيت عمي بلقاسم وأبنائه الإثنى عشر، بعدد فيلم ''عايش بطناش''. أو البيت القصديري الذي يعاني بسببه الصغير حذيفة صاحب الأربع سنوات من بداية الربو، الطبيب نصح بترحيله من هذا البيت، لكن أين المفر.
    ونحن نغادر الحي استوقفنا شاب ليدلي بشهادته التي ختمها بتهكم ''أنا بطال، ولدي شقيقان يعملان، فأقضي الليل في الشارع أو في الإبحار على شبكة الأنترنت، ولا ألتحق بالمنزل إلا مع توقيت مغادرة أحد أشقائي المنزل للعمل، لآخذ فراشه، الشيء الإيجابي الوحيد في قصتي أنني أجد الفراش ساخنا''.

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 6:36 am