السلام عليكم جميعا
لقد قرأت هذا المقال في جريدة الخبر عن الصحفي و الكاتب : محمد سعيدي
أعجبني كثيرا فأحببت نقله لكم للمناقشة و الإستفادة ربمال أنه يمس الكثير من الأعضاء إن لم أقل كلهم ...نحن جيل بعد الإستقلال و جيل الثمانينات ..
فما رأيكم
لقد قرأت هذا المقال في جريدة الخبر عن الصحفي و الكاتب : محمد سعيدي
أعجبني كثيرا فأحببت نقله لكم للمناقشة و الإستفادة ربمال أنه يمس الكثير من الأعضاء إن لم أقل كلهم ...نحن جيل بعد الإستقلال و جيل الثمانينات ..
فما رأيكم
ما الذي يربط الأجيال الجديدة بالثورة...؟ | |
نقصد بالأجيال الجديدة أولئك الذين ولدوا بعد الاستقلال، خاصة الذين ولدوا في عقد الثمانينيات عقد التراجع إلى الخلف، والأخص الذين ولدوا بعد أحداث أكتوبر وتربوا في سنوات الدم والرعب، سنوات الخيبة والإحباط والأزمات المدمرة، سنوات الضياع والانفلات وتهاوي المرجعيات بأشكالها الخاصة والعامة. هذه الأجيال على اختلاف تعاقبها ما علاقتها بالثورة كتاريخ حي أو كمبادئ وقيم وأفكار ومشاريع مستقبلية. الملاحظ أن هذه العلاقة تضعف كلما أعقب جيل جيلا، ولا ندري إلى ما ستنتهي؟ والسؤال هو ماذا سيبقى من معنى للثورة وبالنسبة لتلك الأجيال إذا استمر الوضع هكذا؟ المشكلة ليست في تلك الهوة التي أصبحت تفصل بين تلك الأجيال وجيل الثورة فقط المشكلة أن هذه الهوة تؤثر سلبا على العلاقة بين أجيال الاستقلال والثورة كتاريخ ومبادئ وقيم ومشاريع تحررية استقلالية تنبع من صلب الثورة المنتصرة. هذه هي الإشكالية الحقيقية. جيل الثورة لم يستطع أن يبلغ رسالة الثورة كإنجاز تاريخي غير مصير الجزائر وفتح إمكانيات حقيقية لإنجاز نهضة عصرية شاملة تنقلنا إلى العصر بمختلف معطياته السياسية والاقتصادية والفكرية ومنجزاته المعرفية العلمية التكنولوجية الهائلة. أو أن جيل الثورة العظيم الذي أنجز الاستقلال لم يحسن تقديم تلك الرسالة، رسالة نوفمبر المجيدة، بلغ الشكل ولم يبلغ المضمون والأهداف البعيدة المدى. اهتم بالثورة المسلحة كأداة للوصول إلى الاستقلال ولم يخصص الاهتمام الكافي للثورة كمشروع مستقبلي يعني أجيال الاستقلال المتعاقبة ويرسخ في الوعي الجماعي أن الثورة ثورتهم عليهم واجب الانخراط فيها والدفاع عنها وإثرائها بما يملكون من خبرة جماعية وبما يعرفون من حقائق المجتمع ومعطيات العصر الذي يعيشون فيه. قدمت الثورة كمعارك وبطولات وانتصارات في أسلوب وصور مكرورة لم تعد مقنعة إلا لأولئك الذين عاشوها وشاركوا فيها. زاد في خطورة ذلك مسار البلاد في العقود الثلاثة الأخيرة والتي أحدثت شرخا عميقا بين ما نقوله عن ثورة نوفمبر وما نعيشه في الواقع السلبي اليومي من السلوك المنحرف وتردي الأوضاع وغياب المرجعيات. مع نهاية الثورة المسلحة كأداة، ومنذ مؤتمر طرابلس والوصول إلى الاستقلال ظهر في صلب قيادة الثورة تياران، تيار يقول إن مهمة الثورة انتهت بالحصول على الاستقلال، وتيار آخر يقول إن الثورة المسلحة لها امتداداتها المستقبلية. وأن الثورة لها استمرارها في الاستقلال مع الأجيال الجديدة التي ستتحمل مسؤولياتها في بناء الجزائر المستقلة. كان هذا الخلاف أحد عناصر الأزمة مباشرة بعد الاستقلال بما صاحب ذلك من صراع على السلطة واختلاف التوجهات والتحالفات الظرفية غير المنسجمة، مما أدى إلى عدم وجود قيادة متماسكة متفقة على قيادة الجزائر المستقلة. وبقي التوتر الداخلي يطبع مسار الحكم الذي أصبح معرضا للهزات في ظروف مختلفة. ومايزال هذا الوضع قائما إلى الآن، وهو سبب رئيسي لاستمرار الأزمة الحالية، والسبب الأساسي لاتساع الهوة بين الأجيال الجديدة وثورة نوفمبر. الرابطة التي يمكن أن تربط الأجيال الجديدة بالثورة وتعيد لها الأمل وتجعلها تنخرط في الكفاح من أجل الجزائر الجديدة، هو مشروع ثورة المستقبل المنبثقة عن ثورة أول نوفمبر. هذه الثورة ينبغي أن تستأنف وبقوة لتسترجع الجزائر توازنها الطبيعي بانسجامها مع تاريخها النضالي الوطني الثوري الحازم. الجزائر اليوم في حاجة إلى تلك الثورة، حتى ولو لم تكن في صلب ثورة نوفمبر ومن أهدافها الأساسية لوجب القيام بها لاسترجاع الأمل وبعث الطموح واستعادة الثقة واستئناف العمل حاجة إلى هذه الثورة. وحتى لو لم تكن من أهداف نوفمبر لوجبت إقامتها اليوم للخروج من الأزمة الطاحنة والشروع في تحقيق النهضة الشاملة المتعددة الأبعاد باسترجاع الأمل والطموح إلى الأجيال الشابة وإعادة بعث الإرادة الوطنية الشعبية بانفتاح الحكم على الشعب وتحقيق الحرية وتأكيد المشاركة الشعبية الفعلية في مصير البلاد.. |
المصدر : محمد سعيدي عن جريدة الخبر
15 أكتوبر 2009