شيعت بعد ظهر الجمعة جنازة علي تونسي مدير الأمن العام الجزائري الذي قتل الخميس على يد أحد مساعديه، وسط أجواء حزن وصدمة.
وقُتل تونسي برصاص أحد مساعديه، العقيد شعيب أولطاش، قائد وحدة المروحيات بجهاز الأمن.
ووقعت الحادثة صباح اليوم نفسه الذي نشرت فيه إحدى الصحف تقريرا عن اعتزام تونسي تجميد مهام أولطاش وإحالته على التحقيق بسبب مزاعم فساد مالي وإداري.
وأولطاش ضابط متقاعد بسلاح الطيران، جاء به تونسي للإشراف على وحدة المروحيات في بداية العقد الحالي. ويروى أنه وتونسي صديقان حميمان.
وكان جثمان الراحل قد نقل في صباح الجمعة إلى المدرسة العليا للشرطة بحي الأبيار في أعالي العاصمة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة عليه.
وحضر عدد من المسؤولين لقراءة الفاتحة على روح الفقيد، يقدمهم وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني، إضافة إلى حضور مكثف لأفراد الشرطة وكوادرها الذين حضروا لتوديع مديرهم السابق، الذي قاد جهاز الأمن منذ عام 1995.
وبعد أداء صلاة الجنازة على الفقيد في مسجد بن عكنون نقل الجثمان إلى مقبرة العالية التي يدفن فيها كبار المسؤولين وترقد فيها رفات شهداء الثورة.
وغصت المقبرة بالحضور ابتداء من منتصف النهار، ووجد رجال الشرطة المكلفين بتنظيم المرور صعوبة كبيرة في التعامل مع الجماهير التي أرادت حضور الجنازة.
وحضر مراسيم تشييع الجنازة عدد كبير من المسؤولين السابقين والحاليين، المدنيين والعسكريين، بينهم رئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي بدا متأثرا كثيرا وفي حالة نفسية سيئة، وكذلك الأمر بالنسبة لوزير الداخلية يزيد زرهوني. كما حضر الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع، اللواء عبد المالك قنايزية، ورفاق سلاح تونسي السابقين مثل اللواء المتقاعد وزير الدفاع الأسبق خالد نزار.
كما حضر شقيقا الرئيس بوتفليقة ومستشاراه، السعيد وناصر، إضافة إلى عدد كبير من مسؤولي المنظمات الجماهيرية والجمعيات الثورية.
وألق أحد ضباط الشرطة كلمة تأبينية بالمناسبة ترحما على روح الفقيد، معددا خصاله ومناقبه والمناصب التي تولاها منذ حرب التحرير وبعد الاستقلال، مؤكدا على أن "السي الغوثي" (الاسم الثوري لعلي تونسي) أفنى حياته في خدمة الوطن، وساهم في بناء جهاز الأمن في الجيش بعد الاستقلال.
وأشار إلى أن قدومه على رأس الشرطة في عام 1995 أعطى دفعة قوية لهذا الجهاز الذي كان أمام عدة تحديات في مقدمتها محاربة الإرهاب، موضحا والدموع تغالبه أن الفقيد كان صاحب شعار دولة القانون تبدأ من الشرطة.
وقال خالد نزار وزير الدفاع الأسبق في تصريحات على هامش الجنازة أنه عرف علي تونسي في مؤسسة الجيش، مثنيا على خصاله التي قال انها يصعب حصرها، معربا عن أسفه للطريقة التي قتل بها الطريقة والتي قال انها أثرت فيه كثيرا.
في سياق متصل نقلت صحيفة "الخبر" في موقعها على شبكة الإنترنت الجمعة عن مصدر مطلع قوله إن الحالة الصحية للضابط الجاني، شعيب ولطاش، مستقرة بعد إصابته في الساق والكتف أثناء تنفيذه للجريمة.
وفي المقابل لا تزال الكثير من التساؤلات تلف قضية اغتيال تونسي، فالشارع الجزائري لا يزال غير مصدق لما حدث والرواية الرسمية حول الجريمة، علما أن القانون الداخلي للشرطة يمنع دخول أي ضابط شرطة أي كانت صفته إلى مكتب مدير الأمن العام وبحوزته سلاحه، بينما ترددت أنباء عن وجود أحد الحراس الشخصيين لعلي تونسي تحت التحفظ في انتظار التحقيق معه على خلفيات أخطاء تكون قد ارتكبت فيما يتعلق بقواعد الأمن المتبعة.