* ـ * متأخر * ـ *
إنك في
"،.. سباق مع الزمن ..،"
تستيقظ من النوم مفزوع
لتشاهد الساعة وقد قاربت على السابعة والربع
فتطير من فراشك بأقصى سرعة لتدخل دورة المياه
وتخرج منها في أقل من دقيقة واحدة
إنك في الأوقات العادية
تقضي فيها مالا يقل عن خمسة عشر دقيقة
ولكنك اليوم مستعجل
فليس لديك وقت لتضيعه
ترمق الساعة بسخط وأنت تشاهد عقرب الثواني يدور
وتلوم نفسك .. كيف لم أسمع صوت المنبه ..!!!
تجري نحو خزانة الملابس
ترتدي منها أي قطعة تقع يدك عليها ...
كل ما يهمك الآن أن تكون جاهز ..
عليك أن تسابق الوقت الذي لازال يمضي
ترفع نظرك إلى الساعة مرة أخرى .. فتصيح
يا ا ا ا ا ه ..
أصبحت الساعة الآن السابعة وعشرين دقيقة
يجب أن أسرع أكثر
تأخذ حقيبتك ومفتاحك لتركض على السلالم
وتكمل تزرير ثيابك وأنت تهب لركوب السيارة
وتلعن اليوم الذي دخلت فيه الكلية
وتشتم رئيس التسجيل ..
الذي رفض أن يغير محاضرة الساعة الثامنة
مع انك قلت له أن منزلك بعيد ..
وتحتاج على الأقل ساعة لتصل إلى الكلية
لكنه لم يوافق ... أكيد هو لا يشعر بمشكلتك
لأنه ساكن بمكان قريب من عمله
عندما تصل إلى سيارتك المركونة أمام المنزل يزداد غضبك...
وتصرخ في وجه العامل المسكين ..
ألم أقل لك أن تغسلها باكراً .. ابتعد
انه العامل الذي يغسل سيارتك يومياً ..
لكن لسوء حظه أنه تأخر قليلاً في غسلها
فيرد عليك بصوت يرتجف ..
إن السيارة مبلله وهذا سيؤثر على صبغتها ...!
تجيبه .. لتذهب الصبغة إلى الجحيم .. ألا تفهم ..
أنا متأخر
وبمجرد أن تضع المفتاح بالسيارة ..
تنطلق بلمح البصر .. لا يهم أنك مسرع في شارع فرعي
لا يهم أنك تتجاوز الناس بطريقة جنونية
لا يهم إذا غضب الناس من طريقة قيادتك الخطرة
كل ما يهم هو أنك متأخر .. ويجب أن تصل بالوقت
تصل إلى الشارع الرئيسي ..
فتشعر أن الاختناق المروري يكاد يخنقك
فلا تبالي بالحواجز .. ولا تعترف بالقانون ..
تسير على حارة الأمان .. غير مكترث بالصخور التي
تقذفها على باقي السيارات
وتطلق مزمار السيارة في وجه أي أحمق لا يفتح لك المجال ..
ألا يفهم أنك متأخر .. لمالا يتنحى عن الطريق .. فعلاً أحمق
تسير بسرعة مجنونة ..
وعقارب الساعة لا تكف عن الدوران ..
تسابق الزمن .. وتحصل على مخالفتي مرور ..
إحداها لتجاوز الإشارة الحمراء
والأخرى كاميرا ملعونة صورتك مسرع
بعد هذا العناء ...
تركن سيارتك في أي مكان ...
وتجري بطريقة ماراثونية لتصل إلى القاعة
وتؤنب نفسك مليون مرة على التأخير ...
فكيف لم تسمع المنبه .. كيف لم تستيقظ ..
ها أنت متأخر دقيقتين .. هل سيسامحك عليها الأستاذ ..
فهو لا يحب التأخير
تصل إلى القاعة ... لتشاهد خبر كالصاعقة ...
ورقة صغيرة على باب القاعة كتب عليها ...
... يعتذر الدكتور عن محاضرة اليوم ...
متأخر ..
هذا المشهد يتكرر في حياتنا ..
ربما يكون بطرق مختلفة ...
فيوم تكون المحاضرة .. ويوم تكون العزومة ..
ومن المحتمل أن تكون الوظيفة ... أو كشف الحضور ...
نسرع ونسرع ونسابق الزمن لنصل ...
لكن هل نبذل نفس الجهد والسرعة
لنصل إلى ما هو أهم من هذا كله ..؟؟؟
هل فعلاً نفعل نفس الشيء
لو كنا متأخرين عن .... صلاة الجماعة ...؟
هل تسرع وتسابق الزمن لتكون أول الحاضرين في
صلاة الجمعة ...؟؟
هل تقومين من أمام التلفاز بسرعة الصاروخ ..
حتى لا تفوتك صلاة المغرب في وقتها ...؟؟
هل نلوم نفسنا لماذا لم يوقظنا المنبه لصلاة الفجر ..؟؟
أم أننا اتكلنا على أن الله غفور رحيم ..
وتناسينا أنه شديد العقاب
يؤلمني كثيراً أن أشاهد من الشباب
من يجلس أمام الحاسوب ساعات ..
وعندما يسمع المؤذن يقول .. سأقوم للصلاة ... ثم يكمل عمله ...
ويذكره والده بها ... يا ولدي أقم صلاتك قبل خروج الوقت ...
فتقول في نفسك لازال هناك وقت
والجلسة تجر بعضا .. والوقت يمضي ..
فتسمع المؤذن يكبر لصلاة المغرب
وتقول .. ياه .. لقد فاتتني الصلاة ...
وربما تقوم وتصلي ما فاتك ..
أو تكون ممن يكمل عمله
ثم يفاجأ بالمؤذن ينادي
( الصلاة خير من النوم )
... هل نحاسب أنفسنا ولو لمرة .. لأننا تأخرنا على الصلاة ...
إنك في
"،.. سباق مع الزمن ..،"
تستيقظ من النوم مفزوع
لتشاهد الساعة وقد قاربت على السابعة والربع
فتطير من فراشك بأقصى سرعة لتدخل دورة المياه
وتخرج منها في أقل من دقيقة واحدة
إنك في الأوقات العادية
تقضي فيها مالا يقل عن خمسة عشر دقيقة
ولكنك اليوم مستعجل
فليس لديك وقت لتضيعه
ترمق الساعة بسخط وأنت تشاهد عقرب الثواني يدور
وتلوم نفسك .. كيف لم أسمع صوت المنبه ..!!!
تجري نحو خزانة الملابس
ترتدي منها أي قطعة تقع يدك عليها ...
كل ما يهمك الآن أن تكون جاهز ..
عليك أن تسابق الوقت الذي لازال يمضي
ترفع نظرك إلى الساعة مرة أخرى .. فتصيح
يا ا ا ا ا ه ..
أصبحت الساعة الآن السابعة وعشرين دقيقة
يجب أن أسرع أكثر
تأخذ حقيبتك ومفتاحك لتركض على السلالم
وتكمل تزرير ثيابك وأنت تهب لركوب السيارة
وتلعن اليوم الذي دخلت فيه الكلية
وتشتم رئيس التسجيل ..
الذي رفض أن يغير محاضرة الساعة الثامنة
مع انك قلت له أن منزلك بعيد ..
وتحتاج على الأقل ساعة لتصل إلى الكلية
لكنه لم يوافق ... أكيد هو لا يشعر بمشكلتك
لأنه ساكن بمكان قريب من عمله
عندما تصل إلى سيارتك المركونة أمام المنزل يزداد غضبك...
وتصرخ في وجه العامل المسكين ..
ألم أقل لك أن تغسلها باكراً .. ابتعد
انه العامل الذي يغسل سيارتك يومياً ..
لكن لسوء حظه أنه تأخر قليلاً في غسلها
فيرد عليك بصوت يرتجف ..
إن السيارة مبلله وهذا سيؤثر على صبغتها ...!
تجيبه .. لتذهب الصبغة إلى الجحيم .. ألا تفهم ..
أنا متأخر
وبمجرد أن تضع المفتاح بالسيارة ..
تنطلق بلمح البصر .. لا يهم أنك مسرع في شارع فرعي
لا يهم أنك تتجاوز الناس بطريقة جنونية
لا يهم إذا غضب الناس من طريقة قيادتك الخطرة
كل ما يهم هو أنك متأخر .. ويجب أن تصل بالوقت
تصل إلى الشارع الرئيسي ..
فتشعر أن الاختناق المروري يكاد يخنقك
فلا تبالي بالحواجز .. ولا تعترف بالقانون ..
تسير على حارة الأمان .. غير مكترث بالصخور التي
تقذفها على باقي السيارات
وتطلق مزمار السيارة في وجه أي أحمق لا يفتح لك المجال ..
ألا يفهم أنك متأخر .. لمالا يتنحى عن الطريق .. فعلاً أحمق
تسير بسرعة مجنونة ..
وعقارب الساعة لا تكف عن الدوران ..
تسابق الزمن .. وتحصل على مخالفتي مرور ..
إحداها لتجاوز الإشارة الحمراء
والأخرى كاميرا ملعونة صورتك مسرع
بعد هذا العناء ...
تركن سيارتك في أي مكان ...
وتجري بطريقة ماراثونية لتصل إلى القاعة
وتؤنب نفسك مليون مرة على التأخير ...
فكيف لم تسمع المنبه .. كيف لم تستيقظ ..
ها أنت متأخر دقيقتين .. هل سيسامحك عليها الأستاذ ..
فهو لا يحب التأخير
تصل إلى القاعة ... لتشاهد خبر كالصاعقة ...
ورقة صغيرة على باب القاعة كتب عليها ...
... يعتذر الدكتور عن محاضرة اليوم ...
متأخر ..
هذا المشهد يتكرر في حياتنا ..
ربما يكون بطرق مختلفة ...
فيوم تكون المحاضرة .. ويوم تكون العزومة ..
ومن المحتمل أن تكون الوظيفة ... أو كشف الحضور ...
نسرع ونسرع ونسابق الزمن لنصل ...
لكن هل نبذل نفس الجهد والسرعة
لنصل إلى ما هو أهم من هذا كله ..؟؟؟
هل فعلاً نفعل نفس الشيء
لو كنا متأخرين عن .... صلاة الجماعة ...؟
هل تسرع وتسابق الزمن لتكون أول الحاضرين في
صلاة الجمعة ...؟؟
هل تقومين من أمام التلفاز بسرعة الصاروخ ..
حتى لا تفوتك صلاة المغرب في وقتها ...؟؟
هل نلوم نفسنا لماذا لم يوقظنا المنبه لصلاة الفجر ..؟؟
أم أننا اتكلنا على أن الله غفور رحيم ..
وتناسينا أنه شديد العقاب
يؤلمني كثيراً أن أشاهد من الشباب
من يجلس أمام الحاسوب ساعات ..
وعندما يسمع المؤذن يقول .. سأقوم للصلاة ... ثم يكمل عمله ...
ويذكره والده بها ... يا ولدي أقم صلاتك قبل خروج الوقت ...
فتقول في نفسك لازال هناك وقت
والجلسة تجر بعضا .. والوقت يمضي ..
فتسمع المؤذن يكبر لصلاة المغرب
وتقول .. ياه .. لقد فاتتني الصلاة ...
وربما تقوم وتصلي ما فاتك ..
أو تكون ممن يكمل عمله
ثم يفاجأ بالمؤذن ينادي
( الصلاة خير من النوم )
... هل نحاسب أنفسنا ولو لمرة .. لأننا تأخرنا على الصلاة ...