جزائريون يقدسون صيام "الصابرين" ويجعلونه فرضا على أنفسهم
رمضان يعود بصيام 6 من شوال والإفطار على الشربة والبوراك والزلابية
2008.10.05
بلقاسم حوام
يعتبر الجزائريون من أكثر الشعوب العربية والإسلامية تقديسا ومحافظة على صلاة التراويح في رمضان وصيام "الصابرين" في شوال، لدرجة يحولون فيها هذه السنن إلى فرض يحرم التخلي عنه، فتجد العائلات تقبل بكامل أفرادها على الصيام وتتفنن في تحضير موائد تزينها رائحة "الشربة" و"البوراك" لاستحضار الأيام الخوالي من رمضان.
بلقاسم حوام
يعتبر الجزائريون من أكثر الشعوب العربية والإسلامية تقديسا ومحافظة على صلاة التراويح في رمضان وصيام "الصابرين" في شوال، لدرجة يحولون فيها هذه السنن إلى فرض يحرم التخلي عنه، فتجد العائلات تقبل بكامل أفرادها على الصيام وتتفنن في تحضير موائد تزينها رائحة "الشربة" و"البوراك" لاستحضار الأيام الخوالي من رمضان.
- ما إن انقضى اليومان الأولان من العيد حتى شرع الجزائريون في صيام "الصابرين" جماعات وفرادى، فمنهم من قرر صيام ستة أيام الأولى من شهر شوال بشكل متتابع حتى يتمكن من أداء هذه الشعيرة في أقصر مدة، وقطع الطريق على النفس التي يمكن أن تتثاقل وتعجز عن الصيام، على غرار كريم، 33 سنة، قال إنه لم يتمكن من الصيام السنة الماضية لأنه قرر صيام يومين كل أسبوع وكان يؤجل الصيام كل مرة إلى الأسبوع التالي حتى انقضى شوال ولم يصم سوى ثلاثة أيام، وقرر هذا العام صيام "الصابرين" بعد انقضاء العيد مباشرة، وعدم التوقف حتى يتم الصيام، كما طلب من زوجته مرافقته في الصيام وتشجيعه على إتمام ستة أيام دون توقف مهما كان السبب، وسيكمل "كريم" رفقة زوجته هذا الأربعاء الصيام بعد صراع وجهاد كبيرين مع النفس.
- ومن الظواهر المحمودة التي باتت تميز شوال من كل سنة هو اتفاق العائلات على صيام أيام معينة ليشجع كل منهم الآخر، حتى المراهقين لم يتخلفوا عن قرار العائلة وشرعوا في الصيام لإظهار نوع من الجلادة والرجولة، والأهم من ذلك عدم تخلي العائلات في هذه الأيام عن تحضير "الشربة" و"البوراك" والسماع إلى تجويد القرآن دقائق قبل الإفطار، وهذا لاستحداث جو رمضاني يساعد على تذكر الأيام المنقضية من الشهر الفضيل.
- ولا تخلو هذه الأيام من الطرائف، فحلويات العيد الشهية والتي يتهافت عليها الجزائريون ويهدونها لبعضهم البعض في الأيام التي تلي العيد جعلت العديد ممن قرروا الصيام يفطرون في الصباح عن غير قصد، وهذا بعد تذوق الحلوى، كما يفضل عدد من الصائمين دعوة أصدقائهم إلى موائد الغذاء أو الشاي، ولا يتذكرون أنهم صائمون إلا بعد تناول كميات من الطعام.
- ومن جهة أخرى، يؤكد عدد من المختصين في علوم الدين أن إقبال الجزائريين على صيام ستة أيام من شوال دليل على تمسكهم بدينهم وتعظيمهم لشعائر الله، بينما يرى آخرون أن الصائمين يقدسون هذه الأيام أكثر مما تستحق، فالعديد من الناس يشرعون في صيام "الصابرين" دون قضائهم لما أفطروه من رمضان، وهذا ما لا يجوز، كما تجد الشباب يحرص على أداء السنة أكثر من حرصه على أداء الفرض.
عن الشروق أون لاين