كل مسافر في طريق ما لا بد له من التزود بكل ما يحتاجه على طريقه بما يهيء له أسباب مواصلة السير من أجل الوصول للغاية التي يهدف اليها سفره ، و هكذا هو طريق الدعوة و الذي هو كل شيء في حياة الداعي و زاد هذه الطريق هو كل ما يحمي من الانحراف أو الانقطاع أو التوقف و التعثر ، لما يترتب على ذلك خسران لأعظم فوز....
و هذا الزاد يتمثل أولا في الإيمان القوي و تقوى الله و هي خير زاد ثم معينات أخرى كالصحبة الصالحة و غيرها .. ، وهذا و على من يسلك طريق الدعوة ان يحرص على أن يجدد ويزيد زاده دوما ، فإن نفذ هذا الزاد أو نقص صار صاحبه جثة هامدة او مريضة لا تستطيع حراكا ، و صدق الله عز و جل حين قال : "" أَوَ مَن ْ كَانَ مَيتاً فأحيَيْناه و َ جَعلنا لَهُ نورا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا "" ( الأنعام - 122 - ) ،ان هذا الزاد من الايمان و التقوى يفجر ينابيع الخير من داخل النفوس و يولد الطاقات و يشحذ الهمم فتسهل الحركة و تتضح معالم الطريق ...
و إن أول ما نحتاجه على طريق الدعوة الشعور بمعية الله في كل خطوة ، و كل حركة ، وكل سكنة ، فمن كان الله معه لم يفقد شيئا ، و و ما أحوجنا لنور الله ليضيء لنا الطريق ، و نحتاج أيضا لكي نستطيع أن نؤثر و نغير الواقع الباطل أن نستشعر معاني العزة و القوة و علو المنزلة .. قال تعالى : "" وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "" آل عمران - 139 - ، و ما أحوجنا لتطويع أنفسنا على الجهاد و التضحية بكل ما نملك من نفس و مال و جهد و وقت دون تردد فكل شيء يسترخص في سبيل الله .. وما أحوجنا لتثبيت الله و تأييده لنا وتدعيم رابط الأخوة و الحب في الله ... و قد نتعرض على طريق الدعوة للايذاء و الابتلاء فلا يعين على تحملها الا ما سبق ذكره من زاد على داعي التزود به ..........
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
التوقيع |
املأ انتظارك بالاستغفار ... |