في غياب تام للبعثة الرسمية حجاج جزائريون يهدّدون بقطع الطريق في المدينة المنورة وفاة أول حاجة بالبقاع المقدسة متأثرة بضغط الدم
توفيت، أول أمس، أول حاجة جزائرية بسبب ارتفاع ضغط الدم، الناتج عن مشاكل غياب مرافق الإيواء بالمدينة المنورة. وهدّد عشرات الحجاج بقطع الطريق بسبب الغياب التام لأفراد البعثة، بعد أن وجدوا أنفسهم على قارعة الطريق يفترشون الرصيف. ''كنا نظن بأن الأوضاع ستتحسن هذا العام، لكننا صدمنا بفوضى عارمة وغياب تام للتأطير''، بهذه العبارة لخص مصدر ''الخبر'' من المدينة المنورة، وضع الدفعات الأولى من الحجاج الجزائريين، الذين انتقلوا لأداء مناسك الحج، فوجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه. وقال المتحدث في اتصال هاتفي، بأن ''حالة الفوضى وغياب أعضاء البعثة، تسبب في ارتفاع الضغط الدموي لحاجة تبلغ من العمر 80 سنة، ووفاتها في الفندق، الذي ظلت فيه لساعات تبحث عن غرفة للراحة''. وأضاف ''كلما وصلت دفعة جديدة إلى الفندق بالمدينة المنورة، وجدوا أنفسهم في قارعة الطريق، حيث يهددون بغلق الطريق في حالة عدم تسوية الوضعية''. ويحتج الحجاج قائلين ''نطالب بحضور الشرطة السعودية، ويقومون بوضع حقائبهم والوقوف في قارعة الطريق لمنع المركبات من المرور، قبل أن يتدخل أصحاب الفندق لتهدئة الوضع''. ويحرم الحجاج بسبب حالة ''التسيّب'' واللامبالاة، من الخلو للراحلة في الفندق، ويقبع العشرات منهم في قارعة الطريق، حيث ينام كبار السن هناك ويفترشون الأرض لتناول وجباتهم على مرأى من المواطنين السعوديين. ويتكرر هذا المشهد مع وصول كل دفعة من حجاج البعثة. واضطرّ البعض الآخر إلى المبيت يومين كاملين في رواق الفندق، بسبب ''عدم حصولهم على غرف تأويهم''. ويقول المصدر ذاته ''حتى الأطباء وأعوان الحماية المدنية لا يمكنهم التدخل، ويكتفون بتهدئة الوضع لا غير''. الأكثر من هذا كله، فإن ''سوء التنظيم بلغ إلى حد تقسيم الحاجات مع حجاج أجانب عنهم في نفس الشقق الفندقية وهو ما دفعنا للاحتجاج وتغيير الوضع''. ومع هذا ''وجدنا أنفسنا في غرفة من 12 مترا مربع، ونحن في أربعة حجاج، ولا يمكننا التحرّك فيها أصلا، وهي لا تصلح إلا للنوم''. وفي الوقت الذي تتخوّف فيه السلطات من إصابة الحجاج الجزائريين من الإصابة بأنفلونزا الخنازير، لم يحمل هؤلاء أنفسهم عناء ارتداء الأقنعة، التي منحت لهم (100)، حيث لم يرتديها سوى حوالي 10 بالمائة منهم''. يشار إلى أن ''الإجراءات الصارمة التي تبنتها السلطات السعودية في مطار جدة، تسببت في إرهاق الحجاج الجزائريين، حيث لم يجدوا هناك حتى المكان المناسب للصلاة''.